منذ اكثر من 15 سنة، تنتظر ​بلدة نيحا​ في كل صيف المخيم المجاني الذي يجمع ابناء البلدة، ويعنى بتعليم وسائل الدفاع عن النفس والفنون القتالية والعناية بالصحة. المدربة الوطنية ​بيرلا ابي راشد​ التي فازت منذ صغرها ببطولات وألقاب محلية واقليمية ودولية في الفنون القتالية المختلطة، تتولى منذ سنوات هذه المهمة، وتتحدث لصحيفة "السبورت" الالكترونية بشغف عن بلدة نيحا و"طبيعتها الخلابة وسكانها الطيّبين، هذه البلدة الشوفية التي لا تزال متمسكة بالروح اللبنانية الحقيقية، وبالقيم الراسخة في نفس كل من يقطن فيها ويزورها، وتحافظ على آثارها وتاريخها".

تشدد ابي راشد على الهدف الاساسي من هذا المخيم، هو تقوية الروح المعنوية للمشاركين، وخصوصاً منهم الجنس الناعم، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها لبنان، وتأكيد اهمية عاملي الثقة والارادة في الوصول الى الاهداف. وتشير الى ان المشاركة المجانية كانت بدأت لتشجيع اكبر عدد ممكن من الشباب على المشاركة في المخيم، وفي السنوات الاخيرة، كان اصرار على ابقائها مجانية للسبب نفسه، خصوصاً وان الازمة الاقتصادية والمالية ارخت يثقلها على الجميع بمن فيهم اولاد نيحا. وتعرب عن سعادتها بمشاركة اولاد ايضاً، ليبدأوا بالاهتمام في الرياضة والصحة العامة منذ الصغر.

وتشرح ابي راشد ان ما يتعلّمه المشاركون ليس كافياً بالطبع في تحويلهم الى مقاتلين يمكنهم المنافسة في البطولات، فهذا ليس الهدف، ولكن وجودهم كاف للحصول على المعلومات الاساسية في الدفاع عن النفس، فيكتسبون الثقة اللازمة وتقوى شخصيتهم، مع الالتزام بالمبادىء التي تقوم عليها هذه الرياضة وهي احترام الآخرين واستعمال القوة فقط عند الحاجة اي للدفاع عن النفس.

ولا تخفي المدربة الوطنية سرورها لرؤية الاولاد والشباب يتجاوبون مع التمارين، والتي تتضمن أساليب اللكم والركل وإبعاد المعتدين وصدّ الضربات، كما ان الامر يعزز ايضاً الروح الجماعية للمشاركين وهو امر بالغ الاهمية، على حد قولها.

وتوجهت ابي راشد بالشكر الجزيل لكل المعنيين في انجاح هذا المخيم، وكل الذين بذلوا الجهود لاستمراره على مدى سنوات، ومنهم مختار البلدة نبيل عزام، متمنية ان تستمر هذه المبادرة لسنوات مقبلة، وان تنعم نيحا وكل لبنان بالاستقرار والسلام.